Search This Blog

Search The Web

الاهلي الان

Share:

Friday, November 9, 2012

أيها السادة .. عبد الناصر لم يكفر بالإسلام


منذ أيام قليلة مضت، مرت ذكرى حادث المنشية الذي تعرض فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للإغتيال ... وبعد 58 عاماً من تلك الواقعة لا يزال عبد الناصر مثار كراهية من النقيضين ( الصهاينة - الإسلاميين ) - وهو حقاً شيء مثير للدهشة - وسط هجوم شرس على الرجل خاصة من قبل الإسلاميين وكأنه لم يقدم لمصر سوى التجبر والظلم بل ووصل الحد ببعضهم إلى تكفيره صراحة على خلفية "الخلافات الشخصية الحادة مع قياداتهم" .
بعض الإخوان والسلفيين أرادوا تحويل الخلاف بين عبد الناصر وقيادات الإخوان "المتطلعة للحكم" من خلاف "سياسي" إلى صراع حول تطبيق الديمقراطية - متناسين أنهم خرجوا في مظاهرات جابت القاهرة بأسرها أوائل عام 1954 رفضاً للديمقراطية - وهو ما يوجب التعامل بكثير من الحزم.
ومع الاعتراف الكامل بأن "قضية الديمقراطية" والفشل في تطبيقها هو أحد العيوب "القوية والرئيسية" التي خلفتها فترة الستينات وحكم عبد الناصر، وهي مسألة ليست بالهينة، وبالرغم من الاعتراف الكامل بأن عصر عبد الناصر شهد الكثير من الأخطاء، إلا أنه يجب أيضاً الاعتراف بأن عصره شهد طفرة قوية ونهضة غير مسبوقة وحكماً إسلامياً (في مضمونه وفحواه).
المبادئ الست التي أعلنتها ثورة يوليو تشابهت إلى أبعد مدى مع كل المبادئ التي دعا إليها الإسلام وغالبية حكامه الذين اشتهر عنهم العدل .. فالقضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار وأعوانه، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة عدالة اجتماعية، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة جيش وطني قوي .. كلها مبادئ إسلامية.
ولم ينكر عبد الناصر أنه يسعى لتطبيق مبادئ إسلامية (إلا أن الخلاف كان حول المسمى )، وقد دلل عبد الناصر على ذلك في إجابته على سؤال لأحد الصحفيين البريطانيين حين سأله لماذا لا تقول صراحة بأنك تطبق تجربة إسلامية في الحكم ما دمت تؤمن بالاشتراكية العربية المستندة على أسس إسلامية؟، فأجاب عبد الناصر :"إن الحكم والسياسة مجرد تجربة إنسانية لا تخلو من احتمالات الخطأ .. فإذا فشلت سيقولون إن عبد الناصر هو الذي فشل، إنني أريد أن أتحمل مسئولية الفشل – فيما لو حدث – وحدي ولا أحمله على الإسلام. وأمامنا تجربة محمد على جناح في باكستان التي فشلت هناك فقال البعض إن الإسلام هو الذي فشل وليس محمد على جناح، فلماذا أعرض الإسلام لمثل هذا النقد الذي ينال منه بكل تأكيد".
وقف عبد الناصر ذات يوم في أحد خطاباته قائلاً :"إن البطاقة الانتخابية لا معنى لها من دون حرية رغيف العيش"، ولم يكن الرجل يرسخ لمبدأ ديكتاتوري كما يحلو للبعض أن يزعم، إنما كان مربط قوله إن قضايا الحرية ترتبط في الأساس باستقلالية كاملة في اقتصاديات الدولة فلا حرية بدون استقلال .. وهو ما ترجمه عملياً إلى أفعال ذات قيمة حتى يومنا هذا، فأسس حركة عدم الانحياز وأسس مؤتمر التعاون الإسلامي، وأسس المنظمة الإفريقية والعديد من الحركات التي ترسخ لمبدأ الاستقلال الكامل عن دول الاستعمار الغربي قبل طرح المزيد من القضايا.. مقولة عبد الناصر تتوافق إلى حد كبير مع قول خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز الذي قال "إن الأفواه الجائعة أولى بالأموال من بيت الله الحرام" فهناك دوما قضايا أبدى من قضايا وحاجات للشعوب أولى من حاجات أخرى.
وليس أدل على تطبيق (روح الإسلام) لدى عبد الناصر مما ذهبت إليه تقارير المخابرات الأمريكية أثناء فترة الخمسينات والستينات والتي أكدت أن عبد الناصر قائد ليس له ثغرة فهو بعيد عن "النساء - الخمر - فساد الذمة المالية" وهو ما أكدته الذمة المالية لعبد الناصر بعد وفاته، فلم يثبت أن الرجل حصل على جنيهاً واحداً يزيد عن راتبه حتى وافته المنية .. أليس ذلك من الإسلام ؟.

بقلم الاستاذ : احمد سعد فى موقع البديل
undefined

No comments:

اخبار الحوادث

الكامل فى التاريخ

البيت بيتك

اخبار التعليم و نماذج كادر المعلمين مصر